إختر عدداً من الأرشيف  
الغلاف

متحف اللوفر أبوظبي مفخرة ثقافية وحضارية وتراثية وإنسانية
الامارات العربية المتحدة هي دولة ناهضة تقوم نهضتها على الابداعات الفكرية لقيادتها الحكيمة، صانعة لحركة تطور تحاكي التطور العالمي على كل الصعد وفي كل المجالات. وقد قدمت قبل أيام الى العالم مفخرة فنية تراثية ومعمارية، قامت على فكرة نيّرة شكلت جسراً ثقافياً وانسانياً رابطاً بين الشرق والغرب. هذه المفخرة الرائعة هي متحف اللوفر أبوظبي، الذي استحق أن يجمع كباراً من الملوك والرؤساء من العرب وغير العرب لحضور افتتاحه كصرح للثقافة الانسانية. فحضر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تتشارك بلاده عبر متحف اللوفر الفرنسي مع الامارات في صنع مستقبل مشرق للدور الحضاري التاريخي في صنع ثقافة جامعة تقوم على الحوار والتواصل والتلاقي. وكذلك حضر ملك المغرب محمد السادس وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى، وكان حفل الافتتاح بهيجاً ونبراساً أضيئت فيه أفكار صاحبي السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. اذ رأى الشيخ محمد بن راشد ان متحف اللوفر أبوظبي يمثل حضارة عالمية انسانية مشتركة، ووصفه في كلمة افتتح فيها الحفل والمتحف بأنه رمز للتلاقي الفكري والانساني. أما الشيخ محمد بن زايد فقد قال في كلمته ان الامارات صاحبة تراث حضاري ثقافي تمتد جذوره في أعماق التاريخ. ولاقاهما الرئيس الفرنسي ماكرون بالتأكيد أن متحف اللوفر أبوظبي هو صرح ثقافي عالمي في عاصمة الامارات، وأنه الرد على الذين يريدون تدمير الانسانية. ووصفه بأنه جسر يوصل قارات العالم والأجيال البشرية ببعضها. ووعد بأن تكون فرنسا الى جانب الامارات في مواجهة كل التحديات لتساندها في الضرّاء والسرّاء.
أجمل ما في الشرق والغرب
وقد ألقى الشيخ محمد بن راشد كلمة قال فيها: أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. الحضور الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نرحب بكم ونحييكم من أرض دولة الإمارات ومن عاصمتنا أبوظبي عاصمة الثقافة والفن والمعمار والإبداع الإنساني. كما نرحب بكم وبالعالم في متحف اللوفر هذا المعلم الحضاري الفريد الذي تضيفه أبوظبي للإرث الإنساني.
شهدت منطقتنا، قبل أكثر من 4000 عام قبل الميلاد نشأة الحضارة السومرية في وادي الرافدين، إحدى أقدم حضارات العالم. واعتقد السومريون أن السماء الممتدة فوقنا هي قبة كبيرة وأن الأرض تحتها مسطح به مرتفعات. ثم جاءت الحضارة البابلية واعتقدوا كذلك أن الكون قبة كبيرة تسير فيها النجوم والكواكب ويحملها جبلان من الشرق والغرب.

واليوم تجمعنا في هذه المنطقة قبة جديدة، قبة تقول للعالم إننا نستطيع أن نلتقي ونتحاور ونتقارب. أهلا بكم في قبة اللوفر في أبوظبي. قبة النور في منطقة يحاول أصحاب الفكر الظلامي أن يرجعوا حضارتها إلى عصور الجهل والتخلف.
متحف اللوفر أبوظبي تحفة معمارية ومفخرة ثقافية ومحطة فنية ستجمع الشرق والغرب. إنه يمثل قدرتنا على بناء جسور تواصل بين الحضارات في عالم يريدون له أن يكون صراعا بين الحضارات، كما يمثل قدرتنا على محاربة الظلام بالنور ومحاربة الجهل بالفنون ومحاربة الانغلاق بالإبداع ومحاربة التطرف الفكري بالجمال الفني الذي أبدعته العقول البشرية منذ آلاف السنين.
السيدات والسادة.. التاريخ هو مسيرة متواصلة من البناء الحضاري بين مختلف الشعوب.. لم تقم حضارتنا العربية والإسلامية إلا على الحضارات التي سبقتها ولم تبدأ النهضة الأوروبية إلا بعد تواصلها مع حضارتنا الإسلامية.. واليوم نحن نعيش حضارة عالمية إنسانية مشتركة وأهم ما يمثلها هو متحف اللوفر في أبوظبي كرمز للتلاقي الفكري والإنساني وعنوان للتسامح والتواصل.
لقد ساهمت العلاقات الإماراتية - الفرنسية المتينة في بناء هذا الصرح الحضاري .. الذي سيشكل علامة ثقافية فارقة في المنطقة وبالانفتاح والخبرة الفرنسية الثقافية العريقة ومازال هناك الكثير الذي يمكن إنجازه.. وندعو من هذه المنصة ليس فقط للحوار والتواصل بين الحضارات بل للتحالف بين الحضارات.. تحالف يحمي الحضارة الإنسانية من أعدائها.
ودولة الإمارات لن تجد حليفا وصديقا أفضل من الجمهورية الفرنسية لمشاركتها هذا الهدف الإنساني النبيل. ولن نجد أفضل من الرئيس إيمانويل مكرون الذي يشاركنا اليوم افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، لإيصال رسالة فرنسا إلى العالم كدولة تتجسد فيها قيم السلام والتسامح والإخاء والانفتاح الحضاري.
السيدات والسادة.. تنطلق رسالة متحف اللوفر أبوظبي من أن قوتنا كبشر في تواصلنا وقوتنا في تبادل ثقافاتنا وقوتنا في التعلم من إبداعاتنا المختلفة وقوتنا في تلاقي العقول وتعارف الشعوب وتحالف الحضارات.
وفي الختام.. أتوجه بالشكر للجمهورية الفرنسية ممثلة برئيسها إيمانويل ماكرون في دعم هذا المشروع الحضاري ليرى النور.
وأيضا باسمي وباسم شعب الإمارات وباسم دعاة الخير والسلام في المنطقة والعالم.. أحب أن أشكر الرجل الذي وقف خلف هذا المشروع وليدفع العالم حضاريا وثقافيا للأمام شكرا أخي محمد بن زايد.. مشروعك يمثل جزءا من إرث زايد الذي تحمله في قلبك.. إرث زايد في حب الإنسانية وخلق التقارب والتواصل بين البشر والحضارات.
من هنا نقول إن متحف اللوفر أبوظبي سوف يمثل أجمل ما في الشرق وما في الغرب وسيكون ملتقى لمحبي الفن والجمال والثقافة من كل أنحاء العالم.

ثقافة التواصل
أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن متحف اللوفر أبوظبي علامة بارزة في مسار العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية خاصة على المستوى الثقافي، مشيرا إلى تقدير البلدين للتراث الثقافي الإنساني المشترك وعملهما معا على الاهتمام به وتعزيز دوره في تحقيق التقارب والتفاهم بين الشعوب.
ورحب الشيخ محمد بن زايد بضيوف دولة الإمارات العربية المتحدة صاحبة التراث الحضاري والثقافي الذي يمتد بجذوره في أعماق التاريخ، مؤكدا أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تعطي أهمية خاصة للثقافة في رؤيتها التنموية وعلاقاتها الخارجية، ما جعل منها مركزا ثقافيا متميزا في محيطها الإقليمي ونموذجا لتشجيع الحوار بين الحضارات والانفتاح على الثقافات، ومقرا للكثير من المعالم العلمية والثقافية العالمية.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن المتحف لا يكتسب أهميته في إطار العلاقات الإماراتية - الفرنسية فحسب، وإنما تمتد دلالاته ومعانيه باعتباره جسرا ثقافيا بين الحضارات والشعوب.
وقال: إن رسالتنا التي نوجهها اليوم للعالم كله من خلال افتتاح هذا الصرح الثقافي والعالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة هي أن الثقافة كانت ولازالت جسرا للتواصل والتعارف والحوار بين الشعوب والحضارات وليست مصدرا للصدام أو الصراع كما يتوهم المتطرفون والمتشددون.
وتابع سموه قائلا: إن افتتاح متحف اللوفر أبوظبي يوجه رسالة إيجابية من هنا، من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم كله بأننا قادرون على صنع الأمل لشعوب هذه المنطقة بالرغم مما تعانيه من حروب ونزاعات وما نزفته على مدى السنوات الماضية من دماء وثروات.
وأضاف أن هذا اليوم يمثل علامة مهمة في تاريخ علاقاتنا والتاريخ الإنساني كله كرمز يمثل ما يجمع الإمارات وفرنسا من علاقات عميقة، ويربط الحضارات الإنسانية بعمل عالمي واحد، وما يمكن أن تقدمه الثقافة من أجل السلام والتعاون والتعايش في العالم.
ولي عهد أبوظبي قال إن إقامة هذا المشروع الحضاري الإنساني الرائد يمثل نقطة التقاء الشعوب المحبة للسلام ومحطة إنسانية راقية تتلاقى في أهدافها مع النهج الفكري والإنساني العالمي لتبني جسورا نعبر من خلالها إلى المستقبل لتنعم الأجيال المقبلة للبشرية جمعاء بالطمأنينة والسعادة والأمن والرقي.
وأضاف: نحن مستمرون في تعزيز القيم المثلى وتعزيز دور الإمارات باعتبارها نموذجا عالميا رائدا يستخدم لغة الحوار والتسامح والتعايش السلمي للتواصل مع الآخر، والإمارات انطلقت في فكرها من قناعات وقيم خيرة متأصلة في أبنائها وهي متشبثة بها وتسعى إلى نشرها في بقاع العالم لتكون منهجية حياة.
وفي ختام تصريحه، قال الشيخ محمد بن زايد: نريد مجتمعات محبة للسلام، نريد أجيالا متسامحة تتعايش بانسجام، نريد قيم الألفة والمحبة والوئام، نتطلع لحياة أفضل للبشر جميع أساسها المودة والاحترام.

متحف خيالي
لحضارة انسانية
كما ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة خلال الحفل عبَّر فيها عن اعتزازه بعلاقة الصداقة التي تربطه بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث وصفه بالأخ والصديق المقرب الذي يشكره بحرارة على دعوته له لحضور حفل افتتاح المتحف.
وقال الرئيس الفرنسي إن ميلاد صرح ثقافي عالمي في العاصمة الإماراتية هو أكبر رد على أولئك الذين يريدون تدمير الإنسانية لأنه يمثل جسرا للجمال الفني الذي يوصل قارات العالم والأجيال البشرية ببعضها البعض، واصفا المتحف الجديد ب الخيالي الذي يعرض أوجه الحضارة الإنسانية عبر عصور التاريخ.
وأضاف ماكرون: تستحضرني هنا شخصية روائي روسي معروف هو الكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي وعبارته الجريئة الجمال سينقذ العالم التي تجسد جوهر فلسفته في الحياة ونحن بالجمال والثقافة والحضارة يمكننا فعلا إنقاذ العالم.. الجمال هو قلب الثقافة وأساس التعليم ويتشخص في عدة أشكال وتعابير وهو بحث مستمر.. وهذا الجمال هو الذي يجمعنا في هذا المكان هنا في أبوظبي.
وعبّر الرئيس الفرنسي عن إعجابه بالنموذج التي باتت تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة في العالم اليوم، واصفا إياها بنقطة التقاء العالمين الغربي والعربي وملتقى الشعوب والحضارات والصديق الأقرب لأوروبا، ومؤكدا أن الإمارات نجحت وبشكل كبير في تحقيق توازن استراتيجي في علاقتها بالقارات الأوروبية والإفريقية والآسيوية.
وأشاد ماكرون بحكمة السياسة الدولية لدولة الإمارات وحسن مواقفها وهي الموجودة في قلب منطقة ساخنة تشغل بال العالم بأسره، معبرا عن إعجابه بقدرة دولة الإمارات على تقديم نموذج فريد في العالم تعيش على أرضه ديانات وأصول وأجناس مختلفة.
وقال: إن الإمارات تقدم لنا اليوم قصة نجاح في مجالات عدة؛ فهي لم تنجح فقط في ما قلته، بل نجحت أيضا في مواجهة عدة تحديات بينها تحدي التغيرات المناخية التي تواجهنا.
وأضاف موجها كلامه للشيخ محمد بن زايد آل نهيان: اسمحوا لي يا صاحب السمو أن أقول لكم إن فرنسا ستكون دائما إلى جانبكم في مواجهة كل التحديات وستساندكم في السراء والضراء وستؤازركم باستمرار.
وأشاد الرئيس ماكرون بالعمل الذي صممه المهندس المعامري الفرنسي مصمم متحف اللوفر أبوظبي جان نوفيل وفريقه من خلال تصميمه لمكان سيجمع العالم بأسره في أبوظبي، معبرا عن إعجابه بمدينة أبوظبي وطبيعتها الخلابة الجزرية.
الرئيس الفرنسي وصف متحف اللوفر أبوظبي بالمدينة الأثرية المتكاملة لوجوده في جزيرة جميلة هي جزيرة السعديات، حيث يبدو المكان مغلقا وهو في الواقع مفتوح من كل النواحي.. موجها كلامه للمصمم الفرنسي قائلا: لقد صممت عزيزي جان نوفيل هنا معبدا للجمال يضم تحفا نادرة واستثنائية.
وعبّر ماكرون عن سعادته وسعادة حكومته والشعب الفرنسي بميلاد هذا المشروع الثقافي والحضاري الكبير في الإمارات، مؤكدا أنه يعني الشيء الكثير لفرنسا كما لدولة الإمارات العربية المتحدة التي وصفها بالشريك الاستراتيجي، ومشيدا في الوقت نفسه بالتعاون الطويل بين البلدين في المجالات كافة وبينها الثقافة.
كما جدد الرئيس الفرنسي دعمه لدولة الإمارات العربية المتحدة في كل خطواتها، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانبها في كل قراراتها التي وصفها بالشجاعة. وأعلن ماكرون أن متحف اللوفر أبوظبي سيضم في معروضاته قطعا نادرة تنتمي للحقبة العربية ومن العمارة الاسلامية وتنتمي لعدة مناطق وبلدان بينها دولة الإمارات والصين وفرنسا والمملكة المغربية واصفا ذلك بمفتاح الجمال العالمي.
وقال: هذا المتحف هو ثمرة تعاون بين بلدينا رأى النور لأول مرة عام 2007 .. مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تربط فرنسا والإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.
كما لفت ماكرون أن متحف اللوفر أبوظبي هو أيضا ثمرة رؤية حكيمة وثاقبة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نهلها من حكمة ورؤية والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأكد أن فرنسا والإمارات حين وضعتا يدا في يد من أجل إنشاء متحف اللوفر أبوظبي.. أرادتا أن ترسلا معا رسالة عالمية لثقافة البلدين الثرية، خاصة لوجود جسر قوي يربط البلدين الصديقين.
وخلال الاحتفال عزفت فرقة أوركسترا إنسولا الفرنسية مقتطفات من أوبرا أورفيوس ويوريديس والتي ألفها الموسيقار الراحل كريستوف ويليبالد غلوك في سنة 1774 ورافق الأوركسترا عزف منفرد على العود والناي والقانون وتأسست أوركسترا إنسولا الفرنسية في سنة 2012 بدعم من الحكومة الفرنسية وتؤدي معزوفاتها خلال الفعاليات الفرنسية والعالمية الكبرى وتشمل أعمالها العصر الكلاسيكي وحتى العصر الرومانسي وبالتالي تركز على موسيقى موتسارت وشوبرت وويبر.
تم تصميم المتحف من قبل المعماري الشهير جان نوفيل الحائز على جائزة بريتزكر العالمية، مستلهما ملامحه من تقاليد الثقافة المعمارية العربية وتبلغ المساحة الإجمالية التي يشغلها نحو 97 ألف متر مربع.
ويضم المتحف إلى جانب قاعات للمعارض المؤقتة متحفا للأطفال ومقهى ومطعما ومتجرا ومركزا للبحوث ويعلو قاعات العرض 17 سقفا زجاجيا مصنوعة من 18 نوعا مختلفا من الألواح الزجاجية.. فيما يبلغ إجمالي القطع الزجاجية المفردة أكثر من 25 ألف قطعة وتبلغ المساحات الداخلية للوفر أبوظبي حوالي 8600 متر مربع وتصل مساحة قاعات العرض إلى 6400 متر مربع وتظلل القبة الساحة الخارجية وأبنية المتحف وتحميها من حرارة الشمس، كما تسهم في توفير الراحة للزوار والحد من استهلاك الطاقة.

مشهد ثقافي وفني فريد
ويعد اللوفر أبوظبي أول متحف من نوعه في العالم العربي بمقتنياته التاريخية والحضارية النادرة وبهندسته المعمارية الفريدة، حيث يقدم منظورا جديدا لتاريخ الفنون ويحتوي روائع المقتنيات التي تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى عصرنا الحاضر.
ويعد هذا المتحف ثمرة تعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا ويجسد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات بالنظر إلى ما يعرضه من مجموعة مختارة من الأعمال التي تتميز بأهميتها التاريخية وقيمتها الثقافية والفنية من مختلف الحقب التاريخية والحضارات البشرية.
وهو يربط، في مشهد ثقافي وفني فريد وللمرة الأولى، المنطقة العربية بجذورها الحضارية العريقة والعميقة عمق التاريخ، بعالم الفنون والثقافة الغربية بما يحويه من تاريخها وحضارتها. ويلهم العالم أجمع رؤية إبداعية جمعت معاني التسامح والمحبة والرقي في أبهى صورها عبر مظهر حضاري مبدأه التعاون والحوار ورسالته أن العنف والإرهاب لا مكان لهما في عالمنا وعالم أجيالنا المقبلة.
وكان في استقبال أصحاب الجلالة والسمو الحضور لدى وصولهم إلى مقر متحف اللوفر في السعديات، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقد قام ضيوف المتحف بجولة تفقدية شملت القاعات الداخلية التي تضم مجموعة واسعة من المقتنيات والتحف الفريدة من مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها البشرية بدءا من القطع الأثرية القديمة وصولا إلى الأعمال المعاصرة المصممة خصيصا للمتحف، والتي تسلط الضوء على محاور وأفكار عالمية تعكس أوجه التشابه بين مختلف الثقافات والحضارات حول العالم.
واطلع الضيوف على أقدم التحف والقطع الفنية منها قناع جنائزي برونزي ذهبي من شمال الصين ١١٥٢ - ٩٠٧ق م/ وتمثال حجري برأسين يبلغ عمره 8000 عام من دائرة الآثار العامة الأردنية، ويسمى تمثال عين غزال، ونصل فأس من متحف العين الوطني يعود تاريخه إلى 1600 ق م / وتمثال لرمسيس الثاني فرعون مصر /1279 - 1213 قبل الميلاد/ وتنين مجنح من شمال الصين ٤٥٠ - ٢٥٠ قبل الميلاد.
أما الأديان العالمية وطرق التجارة العالمية الناشئة فتمثلت بقطع وتحف فنية مثل كتاب مقدس قوطي في مجلدين /1250 - 1280/ وأسد ماري-تشا من جنوب إسبانيا أو جنوب إيطاليا /1000 - 1200/.
تشمل مجموعة الأعمال المعارة من المتاحف الفرنسية لوحة عنوانها: جميلة الحداد للفنان العالمي ليوناردو دافينشي من متحف اللوفر وصراع بين كروغاس وداموكسين /1797 - 1803/ للفنان أنطونيو كانوفا، ونابليون بونابرت القنصل الأول عابرا جبال الألب للفنان جاك لوي دافيد من المتحف الوطني لقصر فيرساي وتريانون. وتوضح هذه الأعمال وجهات النظر المتغيرة عن العالم والفن الحديث الذي ظهر في القرن الثامن عشر.
تضمنت القطع الفنية المعروضة في المجموعات الحديثة والعصرية أمير شاب أثناء الدراسة للرسام التركي عثمان حمدي باي /1878/ وصورة ذاتية ل فينسنت فان غوخ المستعارة من متحف أورسيه وفتية يتصارعون للرسام بول غوغان والمشي رقم 2 وهي مجموعة من الصور الفوتوغرافية لعرض من /1983/ للفنان الإماراتي حسن شريف.



الحضور الاماراتي في الافتتاح
كان حفل افتتاح متحف اللوفر أبوظبي مهيباً، فاستقطب حضور حشد كبير من الضيوف العرب والأجانب الى جانب حشد تمثل بكل المسؤولين في دولة الامارات. وقد شهد الافتتاح مسؤولون من مختلف امارات الدولة وكان الحضور على النحو التالي:
الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، والشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، والشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، والشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ سرور بن محمد آل نهيان والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الإحتياجات الخاصة، والشيخ محمد بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، والشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة النقل عضو المجلس التنفيذي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح.


الحضور الرسمي العربي والاسلامي
كان افتتاح متحف اللوفر أبوظبي مناسبة مهمة احتشد فيها ممثلون من الملوك والرؤساء والعرب والمسلمين، فحضر الدكتور عواد بن صالح العواد، وزير الثقافة والإعلام السعودي ممثلا للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، والسيد هيثم بن طارق آل بوسعيد وزير التراث والثقافة في سلطنة عمان ممثلا للسلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان، وأنس خالد الصالح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية الكويتي ممثلا للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن محمد المستشار الخاص لجلالة ملك الأردن ممثلا للملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي أبو الفاس قراييف وزير الثقافة ورئيس اتحاد الكتاب في أذربيجان ممثلا للرئيس الأذربيجاني، ومعالي أ م. جي أكبر وزير الدولة لشؤون الخارجية الهندي ممثلا للرئيس الهندي، وعدد من الوزراء والمسؤولين من ضيوف الدولة.




الافتتاح مناسبة وطنية ومواقف رسمية مشيدة بالانجاز

- سيف بن زايد: قبة اللوفر أبوظبي... تحتها نلتقي ونتحاور
- هزاع بن زايد: ... فضاء مفتوح على آفاق المعرفة الأرحب
- حصة بنت عيسى: الامارات عاصمة الموروث الحضاري والثقافي
- أمل القبيسي: المتحف محطة تاريخية وحدث نوعي أبدي

تحول افتتاح متحف اللوفر أبوظبي الى مناسبة وطنية عظيمة ألهبت المواقف المعبّرة عن السعادة والاهتمام الشديد بها. فوصف الفريق سيف بن زايد آل نهيان المتحف بأنه قبة جديدة نلتقي ونتحاور تحتها. وقال الفريق سيف بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في تغريدة على حسابه على تويتر بمناسبة افتتاح متحف اللوفر - أبوظبي: الحضارة السومرية... السماء قبة كبيرة... والأرض مسطح بين مرتفعات. والحضارة البابلية... الكون قبة كبيرة... يحملها جبلان من الشرق والغرب، واليوم قبة جديدة... من خلالها نستطيع أن نلتقي ونتحاور ونتقارب هي قبة اللوفر أبوظبي.

شكراً محمد بن زايد
وتقدم الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بالشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على إنجاز متحف اللوفر أبوظبي، كما تقدم بالتهنئة للإمارات وشعبها وللمنطقة ودول العالم، والذي اعتبره حدثاً تاريخياً يرسخ القوة الناعمة للإمارات، ويدعم الإرث الحضاري، وينفتح على المعاصرة بأبهى صورها.
كما اعتبر متحف اللوفر أبوظبي تحفة معمارية وفضاء مفتوحاً على آفاق المعرفة الأرحب والتلاقي الإنساني الأوسع، لافتاً إلى أن أبوظبي تحارب دوما الظلام بالنور، والجهل بالمعرفة، والشر بالخير والانغلاق بالانفتاح.
وقال، في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: نقول جميعاً مع الشيخ محمد بن راشد: شكراً الشيخ محمد بن زايد؛ لأنك صنعت هذه التحفة الحية، وفتحت الآفاق الجديدة على حوار الحضارات.
وفي تغريدة ثانية، قال: لوفر أبوظبي الذي يحتضن أجمل التحف الفنية العالمية، هو في حد ذاته تحفة معمارية وفضاء مفتوح على آفاق المعرفة الأرحب، والتلاقي الإنساني الأوسع.

قطعة فنية عالمية
وأكدت معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع خلال حضورها حفل افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، أن المتحف أضاف إلى الإمارات بصمة فنية تاريخية، ويسلط عليه الضوء عالمياً باعتباره أول متحف في العالم العربي يحاكي تمازج وتشابه الحضارات والثقافات في تواصلها وتقاربها الإنساني، مشيرة الى أن إنجازه يشكّل خطوة متقدمة على طريق تحقيق التنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات وصولاً لتحقيق مئوية 2071.
وأكّدت الوزيرة حصة أن افتتاح متحف اللوفر أبوظبي الذي يمزج بين حضارتي الشرق والغرب يؤكد مدى إيمان حكومة دولة الإمارات بأهمية تواصل الشعوب وتمازجها بروح الفن والثقافة وحرصها على نشر ودعم كل فكرة تحمل مفاهيم التسامح والتعايش مع الآخر.
وأضافت أن ما يقدمه المتحف من تنوع في القطع الفنية والتحف الأثرية التي تحاكي تاريخ الإنسانية في دول العالم كافة، وتطورها الجغرافي والتاريخي والثقافي، يجعل من دولة الإمارات عاصمة للموروث الحضاري والثقافي الفني، الذي يعزز من تواصل الثقافات والأجيال.
كما أشارت إلى أن متحف اللوفر أبوظبي تتناغم فيه لغة الحضارات بإنسانيتها المتقاربة رغم بعد المسافات والحدود الجغرافية، مشيرة إلى تشجيع الأطفال وأصحاب الهمم على دخول المتحف مجاناّ، والاستزادة علما ومعرفة بثقافات وحضارات دول العالم.

محطة تاريخية
وأكدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي أن افتتاح متحف اللوفر أبوظبي يمثل محطة تاريخية وحدثا نوعيا كبيرا لن يمحى من الذاكرة الإنسانية، معتبرة المتحف إنجازاً إنسانياً عالمياً ثقافياً بالغ التأثير في مسيرة الحوار بين الحضارات والثقافات بكل المقاييس والمعايير.
وأشارت معاليها إلى أن وجود لوفر أبوظبي على أرض دولة الإمارات - عاصمة الثقافة والحضارة والتسامح والتعددية وجوهرة التمدن والنموذج التنموي الأبرز في المنطقة والعالم - إنما يمثل بناءً لجسر حيوي للتواصل الإنساني والثقافي والمعرفي بين الشرق والغرب ورسالة سلام ومحبة للعالم.
وأعربت عن فخرها واعتزازها الوطني بهذا الصرح الثقافي العالمي الفريد والإنجاز الإنساني والحضاري الكبير، مشيرة إلى أن كل من يعيش على أرض الإمارات يشعر اليوم بفخر عميق واعتزاز شديد بوجود هذا المتحف الذي يمثل مفخرة ثقافية عالمية ومعلماً حضارياً جديداً ومنارة رائدة للثقافة والحضارة والإبداع في عاصمتنا الحبيبة.
كما هنأت معاليها القيادة الرشيدة، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات وشعب الإمارات الغالي، على هذا الصرح الثقافي والإنجاز العالمي الكبير، مثمنة دور القيادة الرشيدة في تعزيز دور الإمارات ومكانتها ودعم ركائز قوتها الناعمة.
كما أكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي تميُّز وتطور العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية، منوهة بأن لوفر أبوظبي يمثل رمزاً يجسد خصوصية العلاقات بين البلدين وما يجمعهما من قيم ومبادئ ومشتركات حضارية ومثل إنسانية عليا تسهم بقوة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية.
وأشارت إلى أن زيارة فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدولة الإمارات وحضوره افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، يمثل ترجمة واضحة لقوة ومتانة العلاقات بين قيادتي البلدين وشعبيهما الصديقين، وقالت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، إن اللوفر أبوظبي يعزز مكانة دولة الإمارات ودورها الريادي وإسهاماتها الكبيرة في الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان ويجسد مكانتها كنموذج عالمي يحتذى به على صعيد الانفتاح الثقافي والتعددية وبناء المشتركات وفتح قنوات التواصل بين الأمم والشعوب والثقافات والحضارات، منوهة بأن المتحف يمثل رسالة قوية للعالم أجمع وبرهاناً على إيمان دولة الإمارات قيادة وشعباً وحكومة بدورها الإنساني والقيمي والأخلاقي في نشر ثقافة التسامح والتعايش والانفتاح وقبول الآخر.
وأضافت أن دولة الإمارات، التي كرست موقعها في السنوات الأخيرة عاصمة للعمل الإنساني في العالم، تضيف اليوم إلى إنجازاتها منجزاً حضارياً عالمياً جديداً، حيث باتت ملتقى للحضارات والثقافات وعاصمة للنور والإشعاع الثقافي في الشرق وممراً رئيساً للمستقبل الذي تنشده الأجيال المقبلة في العالم أجمع.


السفير الفرنسي: الامارات... عين على المستقبل وأخرى على التاريخ
أعرب السفير لودفيك بويه سفير الجمهورية الفرنسية لدى الإمارات عن سعادته بافتتاح متحف اللوفر - أبوظبي أبوابه للجمهور، واصفاً الحدث بأنه ثقافي تاريخي، حيث إنه أول متحف عالمي في العالم العربي وتوج الحدث، بحضور إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، للمشاركة في حفل الافتتاح، بجانب القيادة الإماراتية.
وقال السفير بويه في فيديو مصور: إن هذه اللحظة مهمة للعلاقات بين الجمهورية الفرنسية ودولة الإمارات، وتشكل تتويجاً لتعاون استثنائي، وهذا المشروع الذي ولد قبل 10 سنوات بدعم من القيادة في البلدين هو أحد رموز الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا ودولة الإمارات.
وأضاف: لمتحف اللوفر - أبوظبي معانٍ كثيرة أهمها أن دولة الإمارات تضع عيناً على المستقبل، وأخرى على التاريخ والتراث مثل فرنسا، والمتحف أيضاً يحمل رسالة انفتاح وتسامح وحوار بين الحضارات ورسالة ضد الإرهاب والتطرف من الذين يهاجمون الثقافة والإنسان، وفرنسا فخورة بأنها شريك لدولة الإمارات في هذه الجهود، وأذكر بصفة خاصة الاجتماع الدوري حول حماية التراث الذي عقد في أبوظبي في تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
وذكر أن متحف اللوفر - أبوظبي هو أول متحف عالمي في هذا القرن وفي العالم العربي، وهو ثروة وثورة فنية في الوقت ذاته وتتحاور فيه التحف من أزمنة وحضارات مختلفة، مشيراً إلى أن الهندسة المعمارية للمتحف الذي صممها جان نوفيل على هيئة مدينة عربية تسمح للزائر أن يجول تحت قبة تطل على البحر وأن يعيش تجربة خيوط الضوء التي تشبه ظل النخيل في واحات الإمارات .. ويضم متحف اللوفر أبوظبي أكثر من 600 قطعة إلى جانب 300 عمل من 13 متحفا فرنسيا آخر وهذه رحلة عبر الزمان والمكان وستكون بلا شك رحلة مثيرة للاهتمام، وقال: أدعوكم لاكتشاف الأعمال على حسابي الشخصي تويتر كل-يوم-تحفة-فنية.


مصمم اللوفر أبوظبي: انه الاعجوبة العالمية الثامنة

مدير اللوفر - باريس: فخر كبير لفرنسا ومتحفها المساهمة في ميلاد هذا المتحف


وصف المهندس الفرنسي جان نوفيل الذي صمم مبنى متحف اللوفر أبوظبي بأنه عبارة عن اعجوبة العالم الثامنة، وقال انه أرقى وأهم مشروع ثقافي حضاري في القرن الحالي على الاطلاق.
اما مدير عام اللوفر باريس جان لوك مارتينيز، فقال: نحن محظوظون بأن نخاطب العالم من عاصمة التسامح أبوظبي.
وقال المهندس جان نوفيل ان هذا المتحف الذي سيطل على العالم من الإمارات هو أعجوبة العالم الثامنة، نظراً لكون الأمر يتعلق بأهم وأكبر وأرقى مشروع ثقافي وحضاري على الإطلاق يرى النور في القرن الحالي.
وأضاف: إن الأشغال الأخيرة في متحف اللوفر أبوظبي ظلت تسير على قدم وساق حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت موعد الافتتاح الرسمي، نظراً لضخامة مساحة العرض وأهمية الأعمال والقطع المعروضة، ولقد عملنا على قدم وساق وسابقنا الزمن حتى نكون جاهزين من حيث العرض الكامل للأعمال عند الافتتاح الرسمي للمتحف العملاق، وعملنا في الفترة الأخيرة انصبّ بشكل خاص على عرض القطع الأثرية حيث أشرفت على ذلك بنفسي، وكما تعلمون ان العمل في المتحف هو في الداخل ونحن نريده متحفاً عبارة عن فضاء حضاري عملاق وليس مجرد مبنى يضم تحفاً فنية.
بخصوص تجربته في تصميم متحف اللوفر أبوظبي، قال المعماري الفرنسي جان نوفيل: قبل أن أوافق على إنجاز أي عمل آخذ بالاعتبار أنني مصمم معماري، وبالتالي من الأهمية بمكان دراسة المكان ومحيط المشاريع التي أصممها والجميع يعلم أنني أحرص جداً على تصميم عمل لا يكون له مثيل في هذا العالم فدوري ليس استنساخ تجارب وأشكال موجودة، بل ابتكار تصاميم ليس لها مثيل في كل الكرة الأرضية لسبب بسيط هو أني أؤمن أن كل مبنى لا بد أن تكون له خصوصية رمزية معينة يختلف بها عن بقية المباني، ويحمل بصمات محلية تعكس الهوية الثقافية للبلد الذي يوجد فيه، وأن يمثل أيضاً إضافة معمارية، وأيضاً ليكون المبنى الجديد رمزاً من رموز النهضة والنجاح اللذين يحققهما البلد، لذلك حرصنا أن يعكس متحف اللوفر أبوظبي هذه الفورة من التطور والنجاح والعصرنة التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر اليوم دولة رائدة على مستوى العالم في جميع المجالات.
وحول مقارنة متحف اللوفر أبوظبي بشقيقه اللوفر باريس قال المهندس الفرنسي: اللوفر باريس ولد من قصة معقدة ومتشابكة للغاية. فقد كان في البداية قصراً لملك فرنسا لويس الرابع عشر، وهناك قصة متشابكة حول المكان، خاصة أن جزءاً مهماً منه تعرض حينها للتدمير، دمر من قبل الثوار أيام الثورة الفرنسية، قبل أن يتحول لاحقاً إلى متحف، بعدها تدخل المهندس المعماري العالمي الكبير آي إم بي فأعاد تصميمه من جديد، لذلك، فإن هذا التدرج من التاريخ نحو العصرنة هو ما يغني قصة اللوفر باريس، وما سيعرض من أعمال وقطع وكنوز لا تقدّر بثمن. متحف اللوفر أبوظبي، سيغني ويثري قصة لوفر أبوظبي، فنحن نتحدث عن التصاميم العريقة ثم قصة بداية التحضر والحضارة يتم تقديمهما بصورة معاصرة، وأعتقد أن اللوفر أبوظبي يمثل اليوم الوجه المعاصر لهذا الصرح الثقافي العملاق.

عاصمة التسامح أبوظبي
ومن جهته عبَّر جان لوك مارتينيز، مدير عام متحف اللوفر باريس، عن سعادته وسعادة جميع فريق متحف اللوفر في فرنسا بميلاد وافتتاح نسخة ثانية للمتحف الفرنسي العريق في الإمارات، منوهاً أن هذه الخطوة تؤكد دور وأهمية الثقافة في العلاقات الاستراتيجية بين الشعوب والدول.
وقال مارتينيز: إن متحف اللوفر أبوظبي سيعطي الفرصة لشريحة مهمة من سكان العالم، خاصة المقيمين في الشرق الأوسط، لمشاهدة أغلى كنوز العالم من قطع أثرية نادرة لا تقدر بثمن، وهذا ما يعكس الأهمية التي توليها فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة للثقافة. وأضاف أن الأمر يتعلق بتعاون مهم جداً يجمع فرنسا بدولة الإمارات، حيث تجمعهما علاقات مهمة جداً واستراتيجية في معظم المجالات، وتعد الثقافة من العناصر الرئيسة المهمة في هذه العلاقات، وقد توجت هذه العلاقة المميزة بمتحف اللوفر أبوظبي هذا المشروع الثقافي العملاق، وهو ليس المشروع الثقافي الوحيد الذي يجمع البلدين الصديقين، بل سبقه مشروع جامعة السوربون، والأمر يتعلق باستراتيجية فرنسية - إماراتية يفاخر بها بلدينا، ونحن في متحف اللوفر محظوظون بأننا سنخاطب العالم من الإمارات ومن عاصمة التسامح أبوظبي.
وأضاف: إنه فخر كبير لفرنسا ولمتحف اللوفر بالتحديد المساهمة في ميلاد هذا المتحف الكبير والعملاق في أبوظبي، الذي فتح أبوابه أمام الزوار يوم السبت الماضي في ١١ تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وأنا على ثقة أن الجمهور ينتظر بصبر نافد ساعة افتتاح أبواب هذا المتحف المبهر في أبوظبي.
واختتم مارتينيز تصريحه مشدداً على أن اللوفر أبوظبي هذا الصرح الثقافي العملاق هو ثمرة عمل إماراتي - فرنسي فاعل وبناء، وفرنسا سعيدة به، وشرف كبير لنا في فرنسا أن نتحدث بمعية دولة الإمارات العربية إلى العالم، ونخاطبه عبر هذا الصرح العملاق، وبلغة الثقافة والحضارة التي توحد كل شعوب العالم، وتقرب المسافات بينهم.


لوفر باريس يحتفي ب لوفر أبوظبي
أطلق متحف اللوفر باريس فعالية فنية تمتد ل5 أيام يهدف من خلالها إلى تعريف الفرنسيين وزوار العاصمة بميلاد متحف اللوفر أبوظبي وباللوحات والقطع الأثرية والفنية المعروضة فيه، وذلك تزامنها مع بدء حفل افتتاحه الرسمي الليلة الماضية بأبوظبي حيث تحول الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر باريس - وتحديدا عند مدخله الرئيسي في ساحة لاكاروسيل الشهيرة - إلى شاشة عملاقة تعرض صور جميع اللوحات والقطع الفنية النادرة وعددها /620/ تحفة فنية تروي رحلة الإنسانية والحضارة البشرية.
وقد تجمع العشرات من المثقفين والمهتمين والسياح أمام الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر الباريسي لمشاهدة العرض الفني للتحف الفنية التي يزخر بها متحف اللوفر أبوظبي وتعرفوا على مميزاته وخصائصه وتصميمه المعماري.
وينظر الفرنسيون بإعجاب لمتحف اللوفر أبوظبي باعتباره أول متحف عملاق يرى النور في القرن الواحد والعشرين والأول من نوعه في تاريخ العالم العربي وجاء كثمرة تعاون ثقافي بين الحكومتين الإماراتية والفرنسية وجرى استيحاء تصميمه من طبيعة جزيرة السعديات في أبوظبي وتعرض فيه أعمال فنية تمثل مختلف الثقافات والحضارات.
    قرأ هذا المقال   5339 مرة
غلاف هذا العدد