إختر عدداً من الأرشيف  
حوار الصياد

المحامي الياس اسطفان للناخبين:
حكِّموا الضمير... وارفعوا صوت زحلة!
مع اقتراب الموعد المقرر للانتخابات النيابية في أيار/مايو 2018، بدأت تتحرك القوى السياسية لبلورة ملامح التحالفات المرتقبة وتشكيلات اللوائح. وفي زحلة، يدور حديث عن استعداد المحامي الياس اسطفان لخوض المعركة عن المقعد الأرثوذكسي. فالعديد من النخب الزحلية يعلق أهمية على هذا الترشيح، نظراً إلى ما يتمتع به المحامي اسطفان من مزايا أخلاقية ووطنية ودينامية وإخلاص في خدمة أبناء زحلة والقضاء.
الصياد حاورت المحامي اسطفان الذي خاطب أبناء زحلة والقضاء قائلاً: حكِّموا الضمير... وأعيدوا رفع صوت زحلة عالياً. وأعيدوا زحلة عرين الأسود ودار السلام ورمز العيش المشترك. وقال: وصلنا إلى الهاوية وآن الأوان لنستفيق، وانتخابات 2018 ستكون مصيرية على مستوى البلد كله. وفي ما يأتي نص الحوار مع المحامي اسطفان:
هناك نخب زحلية تتمنى عليك أن تخوض المعركة الانتخابية المقبلة في أيار/مايو 2018، نظراً إلى حاجة المدينة والقضاء إلى وجوه جديدة تتمتع بالدينامية ويُراهَن على إخلاصها وعملها الدؤوب من أجل المصلحة العامة. ما هي في رأيكم حاجات زحلة وقضائها الأساسية في هذه المرحلة؟
- لننطلق من الأساس وتعريف زحلة كعرين الأسود وعروس البقاع ودار السلام وواحة العيش المشترك الحقيقي. فهذه العروس أصبحت مع الوقت عجوزاً بسبب عوامل مختلفة، والأسود تحتاج إلى مَن يوقظها. ونحن نريد أن تعود زحلة عروساً وأن ينهض أسودها بالدور الذي لطاما اضطلعوا به. والمقومات موجودة وكذلك النيات، ولكن ليس هناك مَن يتكفل بدفع قضاء زحلة وأبنائه إلى تظهير قدراتهم الفكرية والاجتماعية. وهناك مَن فقَدَ العزم على المبادرة.
وأعتقد أننا وصلنا اليوم إلى شفير الهاوية، سواء بالنسبة إلى زحلة وقضائها أو بالنسبة إلى لبنان عموماً. وآن الأوان لنهضة هذا الشعب من سُباته، ليتمكن من إعادة البناء وتحريك الاقتصاد وفرص العمل. ونحن نراهن على أن عروس البقاع ستتألق مجدداً في رونقها، كما كانت دائماً، وسيعود أبناؤها إلى أخذ المبادرة في عرينهم التاريخي.

ولا يسعني هنا سوى التأكيد على أهمية اللامركزية الإدارية الموسّعة في إنماء المناطق اللبنانية كلها، وتثبيت أهلها فيها، ومنها زحلة والقضاء.

دينامية الشباب الدفّاقة
هل تعتقد أن هناك خطوات وإنجازات كان يمكن تحقيقها في زحلة والقضاء، على مدى السنوات الأخيرة، ولم يحققها المعنيون بتمثيل المنطقة، أم إن المشكلة بنيوية وأكبر من قدراتهم؟
- لنكن واقعيين، في ما يتعلق بزحلة تحديداً، ليست المسألة أن هناك ما يمكن القيام به ولا يبادر أحد إليه. فالقائمون اليوم على تمثيل زحلة كتّر خيرهن. وهم استطاعوا تحقيق ما حققوه. لكن الأمور تتطلب اليوم اندفاعاً ذاتياً لا يتحقق بالجلوس على الكرسي بل بالدينامية ودم الشباب المتدفق الذي يشجع أبناء زحلة والقضاء على المبادرات الجريئة، ضمن إطار من التعاون والتفاعل الشاملين.
وأعتقد أن الأمر لا يتعلق اليوم بالشخص الواحد الذي لا يستطيع تحقيق إنجازات حقيقية، بل إن المسألة تحتاج إلى فريق عمل يتكوّن من أبناء زحلة أنفسهم، يستطيع تقديم الدعم لممثل زحلة في البرلمان. فعندما تكون الاتجاهات والأفكار متقاربة، بين فريق العمل وممثلي زحلة، يصبح ممكناً القيام بعملية تخطيط حقيقية وعلمية ومدروسة تعيد الحياة الطبيعية إلى المدينة والقضاء. وهذه العملية تنطلق أساساً من الناس أنفسهم وتتوجه إليهم أيضاً. وهذا ما يتكفل بخلق الأرضية المناسبة للمشاريع المطلوبة.
لقد تبين عبر الزمن أن المرشحين للانتخابات في كل المناطق يسارعون إلى عرض مجلدات من المشاريع والأفكار التي يتعهدون للناخبين بتطبيقها. ولكن، عند التنفيذ، لم يتحقق إلا القليل القليل. فالوعود المعسولة بقيت غالباً مجرد وعود كلامية.
وأنا اليوم أحمل تجربة علمية وثقافية ومهنية عميقة في خارج لبنان، وقد اختبرنا فيها كيفية إطلاق المبادرات المنتجة. وأرغب في وضع هذه الطاقات والخبرات في خدمة أهلنا الأحباء في زحلة والقضاء. فشعارنا هو أن زحلة لها الأولوية كما أن وطننا لبنان له الأولوية في وجداننا وعملنا. وأعتقد أن الوقت حان ليتطور مفهوم العمل في الشأن العام.
هل تحتاج زحلة، في رأيك، إلى الإنماء وتدعيم البنى التحتية في الدرجة الأولى، أم إلى الدعم في مجالات أخرى؟
- لا نستطيع الفصل بين حاجات زحلة الأساسية، فكلها حيوية. وفي المحصِّلة، كل الصعد متكاملة، سواء على صعيد التطور الاجتماعي أو الإنمائي أو السياحي أو الصناعي أو من خلال خلق فرص عمل وسوى ذلك. وفي رأيي أن كل الاتجاهات متداخلة. ولكي نتمكن من بناء التطور، يجب أن تتوافر العوامل المناسبة على صعد مختلفة. وأود هنا التذكير بحاجة زحلة إلى تنمية حثيثة في القطاعين التربوي والصحي، بحيث ينهض هذان القطاعان بأهل المدينة والقضاء السبّاقين بطبيعتهم إلى التطور، والذين يمتلكون بُعداً واسعاً في التفكير والمعروفين بحبهم للناس والضيافة.
ولذلك، فالسياحة ملائمة جداً لشخصيتهم ومزاجهم. وكذلك هم رواد الإنماء عندما تتوافر لهم الفرص لإطلاق مسيرة الإنماء. ومن الضروري، كما أسلفنا، أن يشعر أبناء زحلة بمشاركتهم في صناعة خياراتهم ومبادراتهم ليكون لهم ملء الثقة في ممثليهم والمشاريع التي يعملون على تنفيذها.

التوقعات مبكرة جداً
بالانتقال إلى أجواء التحضير للمعارك في دائرة زحلة، يتردد الكثير من السيناريوهات والتوقعات حول تركيبات اللوائح وفق القانون النسبي والصوت التفضيلي. ويقال مثلاً إن هناك اتجاهاً لمعركة بين لائحتين: 8 آذار ضد 14 آذار، والسيدة ميريام سكاف في لائحة ثالثة مستقلة... فما هو السيناريو الأرجح في رأيك؟
- لنكن صريحين، مبكر جداً توقع أي سيناريو في زحلة. وما زالت الأمور في منطقة ضبابية، وليس واضحاً اتجاه التحالفات. والقانون الجديد يفرض واقعاً معيناً وقد يؤدي إلى بروز تحالفات غير مألوفة أو غير متوقعة. ولكن، في أي حال، الجميع له الحقّ في الترشح وتقديم نفسه للخدمة في الشأن العام، وأصوات الناخبين الزحليين هي التي ستقرر في النهاية من هم ممثلوهم المفضلون في الندوة البرلمانية.
يفرض القانون الجديد نظام اللوائح، ونحن اليوم على مسافة نحو 7 أشهر من موعد الانتخابات، فضمن أية لائحة تتجهون إلى خوض المعركة الانتخابية المقبلة؟
- اليوم أنا مرشح عن الياس اسطفان. وأنا أعتبر أن زحلة هي حليفي الثابت والدائم في أية انتخابات، وأن أهلها الأحبّة من كل اتجاهاتهم وعائلاتهم وانتماءاتهم هم هدفي وعنوان مسيرتي، وألتزم ثوابت الدولة والدستور والمؤسسات. والباقي خاضع للتفاصيل عندما يأتي وقتها.
في الخلاصة، ما هو نداؤك إلى أبناء زحلة قبل أشهر من الموعد المحدد للانتخابات النيابية؟
- أتوجّه إلى أهلي في زحلة والقضاء وأقول لهم: إن القرار الذي سيتخذونه في صناديق الاقتراع يوم الانتخاب هو قرار مصيري ويفترض أنه سيغير مسار زحلة، والبلد عموماً. وليكن اعتمادنا على الدينامية المتمثلة بنا وبآخرين يشبهوننا. وفي أي حال، المطلوب أن يأتي ممثلون عن زحلة يرفعون أصواتهم ويوصلون صوت زحلة الذي بقي خافتاً لفترة طويلة من الزمن، لكي يُسمَع هذا الصوت وتعود زحلة عروس البقاع وعرين الأسود ورائدة الأخوة والوطنية الصادقة والعيش المشترك الحقيقي.
    قرأ هذا المقال   6745 مرة
غلاف هذا العدد