إختر عدداً من الأرشيف  
لبنان

انتهى الفصل الاجرائي بقضية الشهداء العسكريين لينطلق الملف القضائي
في باحة اليرزة حضرت الجثامين والدولة بكل اركانها فكانت مراسم التشييع اللائقة
ودّع لبنان شهداءه العسكريين الذين قتلوا غيلة بعد اختطافهم في عرسال على أيدي ارهابيي داعش والنصرة، وكان الوداع في باحة وزارة الدفاع في اليرزة، حيث ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مراسم التشييع، التي كانت لائقة بالنسبة لتكريم الشهداء الذين وصفهم الرئيس عون، في كلمة التشييع، بأنهم كانوا على خط الدفاع عن لبنان بوجه الارهابيين غير آبهين بالغموض الذي أحاط بتلك المرحلة السياسية، والذي اكتنف مواقف المسؤولين، وأكد أن دماءهم أمانة حتى جلاء الحقائق، ودعا الرئيس عون الى تمتين الوحدة الوطنية تحقيقاً لأحلام شبابنا الذين كفروا بالانقسامات، وبحضرة نعوش الشهداء، تحدث الرئيس عون كما كان تحدث قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي اعتبر ان الشهداء كانوا عنوان معركة فجر الجرود.

القوة صنعت الانتصار
واضاف مخاطباً رئيس الجمهورية: لقد كان لحضوركم شخصيا مع ساعات الفجر الأولى إلى غرفة عمليات القيادة، بالغ الأثر في رفع معنويات الجيش، حيث تابعتم سير المعركة ميدانيا وخاطبتم العسكريين ضباطا وجنودا أبطالا في ساحة المعركة، داعمين لهم، واثقين بهم وبانتصارهم على الإرهاب، ومؤكدين للبنانيين وللعالم على الملأ أن وحدة أراضي لبنان يصونها الجيش وشهداؤه، وأن النصر على الإرهاب آت لا محالة، كما عبَّر عن الموقف نفسه دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، الذي ما كلَّ يوما عن دعم المؤسسة العسكرية ومؤازرتها في مختلف الظروف، وهو القائل: الجيش دائما على حق، كذلك موقف دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري الذي بدوره زار الأراضي المستعادة وتفقّد جنودنا في الميدان، وقدم كامل الدعم لإنجاز المهمات الموكلة إلينا، فما كان لعملية فجر الجرود أن تتحقق لولا دعمكم جميعا، ولولا القرار السيادي اللبناني الذي اتخذته الحكومة اللبنانية.

وتابع بكلمات وجّهها الى الشهداء: فرحتنا بالإنتصار على الإرهاب تبقى حزينة، فقد كنا نأمل ونعمل على تحريركم من خطف الإرهاب سالمين، لتعودوا إلى جيشكم وعائلاتكم وتشاركونا هذا الإنجاز التاريخي، إلا أن يد الإرهاب الوحشي خافت من الإيمان الراسخ بوطنكم، فأخفتكم شهداء أجلاء تحت تراب الوطن الذي ارتوى من دمائكم الطاهرة. ففي حضرتكم أيها الشهداء يتسابق الخشوع مع الافتخار، وأمام نعوشكم يتوجب الإنحناء إجلالا، لكننا دائما وأبدا سنبقى مرفوعي الرأس بكم وبتضحياتكم، فأنتم وسام يعلق على صدور الضباط والرتباء والأفراد الذين خاضوا فجر الجرود لأنكم أول المضحين في هذه المعركة!

أيها الجنود الأبطال
باسم لبنان والعسكريين المختطفين الشهداء ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال جيشنا العظيم، أطلقت عملية فجر الجرود، وتحققت أهدافها.
لقد تسابقتم إلى الميدان بإرادة قتال لا تقهر، فكانت حرفيتكم وبسالتكم وبطولتكم، وكنتم تلك القوة التي صنعت الانتصار واستعادت الأرض.
إلا أنه وعلى الرغم من أهمية هذا الإنجاز التاريخي، لن ننسى ولن تسهى عن بالنا خلايا الإرهاب السرطانية النائمة، التي قد تسعى إلى الإنتقام لهزيمتها وطردها بمختلف الأساليب وفي مقدمها أسلوب الذئاب المنفردة، وهذا يتطلب منا البقاء متيقظين وحاضرين للتصدي لها والقضاء عليها.
عائلات الشهداء الأعزاء، أبناؤكم الشهداء شركاء أساسيون في صنع الإنتصار والفخر أنهم أيقونة التحرير ودحر الإرهاب!
والفخر أنهم سكنوا قلوب اللبنانيين جميعا، فبتضحياتهم خضنا فجر الجرود، وتوحد اللبنانيون حول الجيش وقدسية مهمته، فكانت معركة شريفة ونظيفة وبطولية، نبراسها تضحيات أبنائكم الشهداء! سنوات الانتظار والأمل بعودة أبنائكم، كانت ثقيلة وقاسية عليكم، لكنكم لم تفقدوا لحظة ثقتكم بالمؤسسة العسكرية، وإيمانكم بالوطن الذي تهون في سبيله أغلى التضحيات.

أيها الحضور الكريم،
على الرغم من هذا الإنتصار، لا تزال أمامنا تضحيات كبرى لا تقل أهمية عن دحرنا للإرهاب العالمي، فالجيش سينتشر من الآن وصاعدا على امتداد الحدود الشرقية للدفاع عنها. ويجب أن لا ننسى الإرهاب الأساسي والأهم الذي يتربص بحدود جنوبنا العزيز، ألا وهو العدو الإسرائيلي، إذ علينا الدفاع وحماية هذا التراب الغالي، حيث لا يمكن أن نكون حراس حدود للعدو الغاصب، ترفدنا في ذلك عزيمة لا تلين ولا تضعف، مدعومة من أركان الدولة، وفي مقدمهم فخامة رئيس البلاد، ومدعومة أيضا من الشعب اللبناني الذي ما كل يوما عن ممارسة حقه في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، والإلتفاف حول الجيش ودعمه له. وفي هذا الإطار نؤكد التزامنا التام القرار 1701 ومندرجاته كافة والتعاون الاقصى مع القوات الدولية للحفاظ على استقرار الحدود الجنوبية.
ومن على منبر الشهادة والإنتصار، أؤكد اليوم أن رد الجيش مستقبلا سيكون هو نفسه على كل من يحاول العبث بالامن والتطاول على السيادة الوطنية أو التعرض للسلم الأهلي وإرادة العيش المشترك. والجيش سيكون على مسافة واحدة من مختلف الأطياف والفرقاء وفي جميع الاستحقاقات الدستورية، وسيكون في أعلى الجهوزية للدفاع عن وطننا الغالي. ودعمكم لنا يا فخامة الرئيس قد أرسى هذه القاعدة!
أخلص مشاعر التعزية والمواساة لكم والتضامن معكم أيها الأهل الأعزاء، وثقوا بأن حجم تعاطفنا معكم واعتزازنا بكم، هو بحجم صبركم وتضحيات أبنائكم، فأنتم قدوة اهل هذه الأرض، وأبناؤكم عظماء مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء! الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار والمجد والكرامة لوطننا لبنان عشتم. عاش الجيش. عاش لبنان.

صون الأوطان بالشهادة
والقى رئيس الجمهورية كلمة قال فيها: أيها الحضور الكريم، إنها محطة وطنية أخرى في تاريخنا، نقف فيها بإجلال أمام جثامين شهدائنا، ننحني أمام تضحياتهم وتضحيات رفاق لهم سبقوهم على درب الشهادة إياها، وشهداء استشهدوا في معركة أكملت مهمتهم فحررت الأرض وحررت جثامينهم فصانوا معا بدمائهم أرض الوطن، وحصنوا أمن المجتمع ومستقبل أطفالنا والأحلام.
اضاف: إنها محطة تمتزج فيها مشاعر الألم والحزن بمشاعر الفخر والإعتزاز والكرامة الوطنية. شهداؤنا المسجاة جثامينهم أمامنا اليوم، وقفوا في العام 2014، على خطوط الدفاع عن لبنان، ملتزمين الواجب والمسؤولية، وقسم الشرف والتضحية والوفاء لجيشهم ووطنهم. واجهوا الخطر والتحديات بعزم وإيمان، غير آبهين بما ظلل تلك المرحلة من غموض في مواقف المسؤولين، سببت جراحا في جسم الوطن، فوقعوا في يد الجماعات الإرهابية الطامعة باستباحة بلدنا كاملا، وسقطوا شهداء أعزاء كبارا، شرفاء، وانضموا إلى سجل الخالدين فداء عن لبنان وجميع اللبنانيين.
لقد كان شهداؤنا في حياتهم مصدر فخر واعتزاز لعائلاتهم، وهم اليوم في استشهادهم أكثر حضورا في العقول والقلوب على مساحة الوطن. إليكم يا أفراد عائلات هؤلاء الابطال، وقد رافقناكم بصبركم وإيمانكم وسهركم وآلامكم، أقول أن تعزيتكم واجب وهي لا تكفي، بل عهدي لكم أن دماء ابنائكم أمانة لدينا حتى تحقيق الاهداف التي استشهد ابناؤكم من اجلها وجلاء كل الحقائق.
وتابع رئيس الجمهورية: ليست الأوطان مستحقة لنا إذا لم نكن مستعدين لصونها بالشهادة وكل ما غلا في حياتنا... وجثامين شهدائكم يا أبناء الجيش هي شهادة للعالم على ما يدفعه لبنان ثمنا لمواجهاته الطويلة مع الإرهاب على مر السنين، ولإيمانه بأن روح الحق والاعتدال والسلام والانفتاح، أقوى من ظلمات الإرهابيين، وفكرهم المتطرف الداعي إلى العنف والإلغاء والوحشية سبيلا لتحقيق أهدافهم الهدامة.
وبهذه المناسبة أقول مجددا للبنانيين جميعا، وفاء لتضحيات شهدائنا، علينا تمتين وحدتنا الوطنية، ونبذ المصالح الضيقة على حساب مصلحة الوطن والشعب، والسعي لبناء وطن عصري، منفتح، وثري بتنوع أبنائه وغنى حضارته، تحقيقا لأحلام شبابنا الذين كفروا بالانقسامات، والتراشق السياسي، والمشاكل المتوارثة من جيل إلى جيل.
واردف: ايها العسكريون الشهداء، المؤهل ابراهيم مغيط، الرقيب علي المصري، الرقيب مصطفى وهبي، العريف سيف ذبيان، العريف محمد يوسف، الجندي أول خالد حسن، الجندي أول حسين محمود عمار، الجندي أول علي الحاج حسن، الجندي أول عباس مدلج، الجندي أول يحي علي خضر، أعلنكم اليوم شهداء ساحة الشرف. الاوسمة التي وضعتها على نعوشكم هي أوسمة محبة وشكر من كل اللبنانيين لتضحياتكم من أجلهم ومن أجل وطنكم. بشهادتكم تكبر الأوسمة ويكبر الوطن. عاش الجيش. عاش لبنان.
وبعدما أنهى الرئيس عون كلمته توجه نحو أهالي الشهداء وقدم لهم التعازي وكذلك فعل الرئيسان بري والحريري ووزير الدفاع يعقوب الصراف. وعلى الاثر غادرت الجثامين ساحة العلم على وقع مراسم التكريم ذاتها في طريقها الى ساحة رياض الصلح.
وكانت رفعت في ساحة العلم صور الشهداء ووضعت امامها النعوش ملفوفة بالعلم اللبناني.

الخبر اليقين
وكان أهالي الشهداء قد تبلغوا القرار اللبناني الرسمي بثبوت هوية أبنائهم الشهداء في ضوء نتائج فحوص ال دي إن أي.
وبذلك تحققت عودة العسكريين الأسرى، من الميدان شهداء، بعد انتظار ثلاث سنوات أمضاها الأهالي بحرقة وأمل ممزوجين بالقلق والتحرك المستمر. وكانت العودة نهائية الى مساقط رؤوسهم ليواروا الثرى.
وقد أبلغ قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في وزارة الدفاع قبل يومين من التشييع اهالي العسكريين، في حضور مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر والطبيب المختص الذي أشرف على فحوص الحمض النووي "DNA"، النتائج الرسمية للفحوص التي تثبت ان الجثامين تعود الى ابنائهم.
ثم انتقل الاهالي الى مكتب وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف الذي قدم لهم التعازي بإستشهاد أبنائهم، معبرا عن فخره وإعتزازه بهولاء الأبطال الذين رسموا بدمائهم طريق النصر، وبإسمهم أعلن قائد الجيش معركة فجر الجرود التي تكللت بالنصر.
وأبلغهم ان قضية أبنائهم وطنية وأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة وقائد الجيش مصرون على متابعتها حتى النهاية، مشددا على وجوب إبعادها عن التسييس.

الحريري: حرص على الحقيقة
ومن اليرزة توجه أهالي الشهداء الى ساحة رياض الصلح ومن ثم الى السراي حيث التقوا رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي أكد إصرار الدولة على القيام بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة والنكراء بكل المقاييس واحالتهم على القضاء لينالوا عقابهم.
وقال: نحن نشعر بمعاناتكم ومدى الظلم اللاحق بكم، كلنا تأثرنا بجريمة الخطف وبذلنا كل ما بوسعنا لتحرير العسكريين المخطوفين، وقد نجحنا في تحرير من كان منهم لدى النصرة، ولكن لم يكن باستطاعتنا تحرير المختطفين لدى تنظيم داعش الارهابي الذي ارتكب هذه الجريمة. داعش هذا التنظيم الارهابي هو عدو لبنان وكان السبب الاساسي في هذه الجريمة ودخل الى لبنان لاشعال الفتنة بين اللبنانيين واحداث التفرقة بينهم.
أضاف: نحرص على ان تعرفوا الحقيقة حول كل ما حصل وهذا حقكم، وهناك تحقيق قضائي بدأ وسيستكمل بكشف الحقيقة وملاحقة الجناة والمتورطين ومحاكمتهم وسيدفعون ثمن ارتكاباتهم.
وخاطب الاهالي بالقول: أنا أشعر بمعاناتكم وأتحسس مدى الظلم الذي لحق بكم، انا مثلكم مصاب بجريمة اغتيال والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأريد ان أعرف الحقيقة في جريمة الاغتيال ومثابر منذ 12 عاما للوصول اليها ولكن بطريقة أحافظ فيها على البلد.

يوسف
وبعد اللقاء الذي حضره الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء الركن سعد الله حمد والامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، تحدث باسم الوفد حسين يوسف فقال: في قلوبنا حزن كبير وهناك دموع في العيون منذ ثلاث سنوات ولكن في الوقت ذاته هناك فخر وعزة وكرامة. وبعد ان تأكدنا اليوم من كل نتائج الفحوصات التي اجريت، أصبحنا نطلق على العسكريين المخطوفين العسكريين الشهداء، ومن هذا المنبر نقول اننا لن نسمح لاحد بأن يلعب بقضيتنا اكثر مما تم اللعب بها، وما يعزينا ان ابناءنا رفعوا رؤوسنا وتحملوا كل المآسي والوجع والالم والضغط والارهاب الذي مورس عليهم واختاروا ان يموتوا بكراماتهم وشرفهم وفي ملابسهم العسكرية.
أضاف: نحن لم نتخل عن ملفهم وخيمة رياض الصلح للمطالبة بإعادتهم انتهى دورها، ولكن خيام اهالي العسكريين في بيوتهم وساحات قراهم ستبقى موجودة وسنستمر بمتابعة ملفهم حتى اللحظة الاخيرة. وكل من تواطأ بملف العسكريين وكان له علاقة بمقتلهم سيطاله القانون، والمطلب الاول لنا هو محاسبة عمر وبلال ميقاتي اللذين لهما علاقة مباشرة باستشهاد العسكريين وهذا المطلب طرحناه مع وزير العدل اولا، والذي تفاعل كثيرا معه. كذلك اعلناه ايضا من القصر الجمهوري وتم التفاعل معه واليوم عند قائد الجيش والان مع الرئيس الحريري المجروح مثلنا منذ 12 سنة وهو يطالب بحق قضية والده. وقضية العسكريين اصبحت اليوم امانة في عنقه وهذا حمل كبير عليه وهو وعدنا بمتابعة هذا الموضوع حتى النهاية، ولن نقبل الا ان يتكرم الشهيد بقتل من قتله.
وتابع: لن نتنازل عن هذا الحق وفي البلد هناك قوانين ولو لم يكن عندنا قانون اعدام، ولكن القوانين الشرعية والانسانية تطبق على انسان اذا كان انسانا، ولكن الانسان المجرم والدموي والذي يقطع رؤوسا ويذبح فلتسمح لنا منظمات العفو والهيئات الانسانية الذين يدافعون عن حقوق الانسان. نحن نتكلم بحقوق الانسان عندما يكون الانسان انسانا، هؤلاء ليسوا بشرا وحتى ليسوا حيوانات. الانسان الذي يتعاطى مع انسان آخر بالدم هذا ليس انسانا بشريا. ونحن نتمنى استصدار حكم اعدام بحق كل مجرم وضع يده على عسكري، نحن كنا نخاف من انشقاق العسكريين وقد صدرت اشاعات كثيرة في هذا الصدد، والحمد لله اولادنا اكدوا استمرارهم بالمحافظة على الكرامة وعلى شرف البذلة التي يرتدونها.
وأردف: أتمنى ان يوحِّد ملف العسكريين كل اللبنانيين كما التفوا حول الجيش اللبناني في المرحلة الاخيرة.
وقد أصدر الرئيس الحريري مذكرة قضت بإقفال الادارات والمؤسسات العامة والبلديات يوم الجمعة الماضي ٨/٩/٢٠١٧ حداداً على أرواح الشهداء وجاء في المذكرة: يعلن الحداد الوطني على أرواح الشهداء الذين سقطوا في معركة الكرامة - فجر الجرود، وكذلك على أرواح العسكريين الشهداء الذين استشهدوا في وقت سابق واعلن رسميا عن استشهادهم:
لذلك:
- يعلن يوم الجمعة الواقع فيه 8 ايلول/سبتمبر 2017 يوم حداد وطني.
- تقفل جميع الادارات والمؤسسات العامة والبلديات يوم الجمعة الواقع فيه 8 ايلول/سبتمبر 2017.
- تنكس الاعلام على جميع الادارات والمؤسسات العامة والبلديات وعلى جميع السفارات اللبنانية في الخارج.
- تعدل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع هذه الوقائع الاليمة.
- يقف اللبنانيون لمدة خمس دقائق عند الساعة العاشرة صباحا حيثما وجدوا تعبيرا لبنانيا وطنيا شاملا، ودعما لجيشنا الباسل في معاركه الوطنية ضد الارهاب والارهابيين وتضامنا مع عائلات الشهداء والجرحى.

المسار القضائي
في غضون ذلك سلكت قضية قتل العسكريين المسار القضائي، وبدأت الترتيبات الاولى لمحاسبة المتورطين والمحرضين في ما يتعلق بالهجوم على الجيش اللبناني في عرسال في آب/أغسطس 2014 وحصول عمليات خطف واسر ثم قتل.، فانطلاقاً مما تقدم به وزير العدل سليم جريصاتي بتكليف رئاسي، الى النيابة العامة طالبا إجراء التعقبات بشأن جرائم قتل عسكريين في عرسال من قبل تنظيمي داعش وجبهة النصرة الارهابيين، على أن تشمل هذه التعقبات جميع الجرائم المتفرعة وجميع الاشخاص الذين شاركوا أو تدخلوا أو حرّضوا على ارتكابها، طلب المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر تكليف مخابرات الجيش اجراء التحقيق بشأن اقدام تنظيمات ارهابية على خطف، اسر وقتل عناصر من الجيش اللبناني على ان يشمل التحقيق كل من اقدم وشارك وتدخل وحرض على هذه الافعال الجرمية. كذلك التحقيق بالافعال الجرمية المتفرعة والمرافقة لجرائم الخطف، الاسر والقتل والتوسع في التحقيق لجهة الافعال الجرمية المذكورة في قرار قاضي التحقيق العسكري رقم 92/2016 تاريخ 17/5/2016 في حال توفر معطيات جديدة غير المذكورة في القرار المشار اليه آنفا.
واعلن وزير العدل سليم جريصاتي أن ملف أحداث عرسال بات في عهدة القضاء بعيدا من السياسة، حيث ستحيله النيابة العامة التمييزية الى مفوضية الحكومة لدى المحكمة العسكرية لمباشرة التحقيقات اللازمة مع مختلف الأطراف الذين ساهموا في تلك الأحداث بطريقة أو بأخرى، من أجل ملاحقة ومعاقبة كل متورط مدنيا كان او عسكريا مهما تطلّب ذلك من وقت.
ووعد جريصاتي الأهالي بأن يكون القضاء على مستوى هذا التحدي، جازما بأن لا تسييس على الإطلاق في هذه القضية مؤكدا ان القضاء العسكري يملك أدلة ثابتة وقاطعة، وان نجل ابو طاقية موجود أمام القضاء الذي يملك هامشا واسعا جدا من التحري والتحقيق للوصول الى الحقيقة.
    قرأ هذا المقال   8480 مرة
غلاف هذا العدد