إختر عدداً من الأرشيف  
العرب

سياسة الحوار والأبواب المفتوحة أزالت الحواجز بين الحاكم والناس
المعادلة الذهبيّة التي جعلت من الامارات مثالاً أعلى بين الدول:
من القيادة الواعية الأمن والأمان
ومن المواطنين المخلصين الولاء والوفاء!
في ظل الظروف البالغة الدقة التي تعيشها المنطقة ومعظم دول العالم، تبدو دولة الامارات العربية المتحدة واحدة من واحات الأمن والأمان النادرة التي يشعر فيها الزائر، كما المواطن والمقيم، بالاستقرار والطمأنينة وبالراحة الى المستقبل. وهذا احساس لا يمكن افتعاله أو فرضه من فوق، انما هو نابع من الداخل، داخل الانسان وداخل المجتمع، حيث يشعر الجميع بأن هناك عيناً ساهرة، ليل نهار، على أمن الناس وأمن أرزاقهم وأمن طموحاتهم المشروعة للعيش في ظروف مستقرة يسيطر عليها القانون والعدل، وتنمو في ظلها الطاقات الفردية لتحقّق ذاتها وترسّخ مكانة دولة الامارات العربية المتحدة بين الدول المتقدّمة في مجال الاهتمام بالانسان وبطاقاته وقدراته.
وبطبيعة الحال ان هذه العين الساهرة التي تسهر على الأمن والأمان في الدولة، هي عين القيادة الحكيمة التي تعمل من اجل سعادة المواطن والمقيم وتأمين افضل الظروف لهم، من اجل ان ينعموا بالطمأنينة ويستمتعوا بالفرص الكثيرة للنمو والازدهار التي تحرص القيادة الرشيدة على تأمينها لهم على الدوام.

تنمية الانسان وراحة المواطن
والحقيقة أن واحة الاستقرار هذه ما كانت لتترسّخ وتكتسب كل مقوماتها المميزة لولا تضافر جهود القيادة وتعاونها لإبقاء دولة الامارات في منأى عن العواصف الكثيرة التي تهب على دول المنطقة من كل حدب وصوب. فرئيس البلاد، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حريص في كل مشاريعه والتوجيهات التي يعطيها على أن تطال مشاريع التنمية جميع مناطق الدولة من أجل توفير كل وسائل الراحة والسعادة وسبل العيش الكريم لكل ابناء الامارات، لا بل لكل المقيمين والوافدين الى تلك الارض الطيّبة.
وهذه المبادئ الوطنية العليا التي تركّز على تنمية الانسان وراحته هي الاسس الثابتة التي قام عليها بنيان الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة وباني نهضتها. فلقد أرسى هذا القائد الحكيم والبعيد النظر، بالتفاهم مع اخوانه حكّام الامارات، لدى قيام دولة الاتحاد، نهجاً واضحاً وقواعد ثابتة سار عليها الأبناء من بعدهم، وها هي النتائج الرائعة ماثلة للعيان ولا تحتاج الى اثبات او دليل.

والى جانب رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، يقف بكل قوة وثبات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث لا يتوقف عن إطلاق الأفكار الإنمائية والعمرانية الكبرى التي جعلت من إمارة دبي ومن كل إمارات الدولة، مثالاً حياً على الازدهار والتقدّم، بحيث أن دولة الامارات العربية المتحدة باتت تستحق، فعلاً لا قولاً، ان تكون في عداد الدول الأكثر تقدماً في كل العالم.
ويحرص الشيخ محمد بن راشد، بحكمته وبُعْد نظره، على أن يكون الإداء الحكومي نشيطاً ومنسقاً في كل مرافق الدولة، ليكون المردود كاملاً على الوطن والمواطن. لذلك هو يكرس وقتاً كافياً للاتصال بالمسؤولين الذين يعملون معه لتكون توجيهاته لهم دائمة وليتأكد من أن الجهود الحكومية كافة تسير في الاتجاه الصحيح. وقد جاء اللقاء الذي عقده مع كبار موظفي المؤسسات والهيئات الحكومية الاتحادية في خلال شهر رمضان المبارك الحالي، ليكرّس هذا التوجه أكثر فأكثر، بحيث يبقى التنسيق كاملاً بين المسؤولين ومساعديه.
ففي قصره في زعبيل التقى الشيخ محمد بن راشد الوزراء ووكلاء الوزارات والوكلاء المساعدين ورؤساء ومديري وكبار موظفي المؤسسات والهيئات الحكومية الاتحادية الذين هنأوه بالشهر المبارك وتبادل معهم التهاني والتبريكات بالشهر الفضيل. واستفاد سموه من المناسبة ليعرب عن ارتياحه لاداء الحكومة، ورأى ان الجميع يقومون بواجباتهم الوطنية ومسؤولياتهم الوظيفية تجاه أفراد المجتمع وحيال وطنهم، كما قال، وذلك من أجل رفعة شأن الوطن وضمان تقدمه على كل الصعد.

المزيد من الأفكار الخلاّقة
وقد أكد سموه، في هذا اللقاء، أن الكل لم يقصّروا في أداء مهامهم، سواء في الوزارة او المؤسسة او أية جهة حكومية أخرى، ونحن جميعاً فريق واحد، مدنيين وعسكريين، وزارات ومؤسسات اتحادية ودوائر وهيئات حكومية محلية، كلنا نعمل من أجل رفعة دولتنا العزيزة وتقدّمها، وهي تستحق منا التضحية وبذل الجهود والاخلاص في العمل في سبيل دولتنا وشعبنا ومجتمعنا.
لكن، وتبعاً للمنطق الرشيد الذي يقول بعدم التوقف عن تقديم الانجازات والمزيد من الخدمات للوطن وللمواطن، أضاف الشيخ محمد بن راشد: لكن، ومع كل هذا الاداء الجيّد من الوزراء والمسؤولين في كل المواقع الحكومية الاتحادية والمحلية، فاننا نطمح الى المزيد من الابداع والاتيان بأفكار جديدة وخلاّقة، تسهم في وضع عجلة مسيرة التنمية المستدامة على المستويات كافة، لتظل دولتنا نموذجاً للتميّز والعطاء والشفافية الادارية والمالية وغيرها.
هذا الحرص على الاداء المميّز للدوائر الحكومية والمحلية يقابله عند الشيخ محمد بن راشد، وكذلك عند المسؤولين في دولة الامارات، الاستعداد الدائم لضبط التجاوزات وللحد من حالات التقاعس التي يمكن ان تصيب بعض الموظفين، مهما علت رتبتهم. وكلنا يذكر باعجاب شديد كيف أن الشيخ محمد بن راشد نفسه، فصل عدداً من الموظفين الذين لم يكونوا في مكاتبهم عندما فاجأهم بزيارة غير متوقعة. انها سياسة الثواب والعقاب التي تُعتبر الضمانة الأكبر لتصويب الأداء الحكومي ولجعل الوظيفة العامة في خدمة الوطن والمواطن على الدوام.
وكذلك الأمر فان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يحرص وبقوة على ان تكون مكانة دولة الامارات العربية المتحدة مميّزة على الدوام، ليس فقط على المستوى الاقليمي الخليجي والعربي وانما ايضا على مستوى كل العالم. واللقاءات التي عقدها في العواصم العالمية الكبرى، من واشنطن وموسكو الى لندن وباريس والاتصالات الدائمة التي يجريها مع كبار قادة العالم، ولا سيما مع قادة الدول العظمى، كلها لجعل كلمة دولة الامارت العربية المتحدة مسموعة في المنتديات الدولية، ذلك ان العالم بأسره يثق بالقيادة الحكيمة لدولة الامارات وبالمواقف العقلانية التي تتخذها في كل الملفات، حيث تدعو دائما الى حل النزاعات بالحوار وبالوسائل السياسية، من دون اللجوء الى الوسائل العسكرية طالما ان ابواب الحوار مفتوحة.

الخيارات الحكيمة
وقد أثبت الشيخ محمد بن زايد بخياراته الحكيمة انه رجل دولة من الطراز الاول وبأن خبرته في السياسة الدولية ساعدته لكي يكرس دور دولة الامارات العربية المتحدة على الساحة العالمية، فضلا عن الساحة العربية. ففي كل الملفات الاساسية المطروحة في المنطقة يبرز موقف دولة الامارات مرتبطاً بالحكمة والتعقّل والدعوة الدائمة الى الحوار. وقد شدد الشيخ محمد بن زايد، في اكثر من مناسبة، على ان دور الامارات هو دور الشقيق على الساحة العربية، ودور الداعي الى الحوار والتعاون على الساحة الدولية. وقد حظيت الامارات نتيجة لذلك، باحترام واسع حيث اعترف العالم لها بأهمية الدور الذي تقوم به في كل الملفات المطروحة.
في الوقت نفسه، يولي الشيخ محمد بن زايد اهمية قصوى لقضايا الدولة الداخلية، لا سيما لجهة السعي الدائم الى تنشيط عملية التنمية المستدامة وفق رؤية استراتيجية توفّر للوطن وللمواطن كل عوامل الثقة بمستقبل ثابت ومستقر. كذلك الأمر هو يولي الشباب الاماراتي اهتماماً خاصاً، يقيناً من سموه بأن مستقبل الوطن سيكون على صورة مستقبل هؤلاء الشباب الذين تنفتح امامهم كل ابواب الدولة، من اجل اتاحة المجال امام طاقاتهم الشابة لكي يساهموا في بناء وطنهم وفق قواعد العلم والاخلاص الوطني الذي يؤدي بهم الى سلوك طريق الريادة والتميّز على مختلف الاصعدة. وقد جاءت النتائج على هذا الصعيد ايجابية بدليل ان الشباب الاماراتي يتفوق في الخارج وفي الداخل ويحرص على ان يرد الجميل لوطنه وقيادته الحكيمة، فيعمل بكل ما تمكن من تحصيله من معرفة وعلم، على رفعة بلاده، وضمان تفوقها في كل المجالات بما يجعلها من ابرز دول العالم لجهة الطموحات والمشاريع واحترام الانسان وتنمية طاقاته وفق أحدث الطرق العلمية التي توصَّل اليها العلم وتنمية المجتمعات.

الحوار والأبواب المفتوحة
كل هذه الايجابيات التي تترك نتائجها واضحة على المجتمع الاماراتي، وتشيع أجواء من الطمأنينة في كل فئات المجتمع وعلى كل الصعد، يلمسها زائر الامارات العربية المتحدة واماراتها كافة، حيث يقرأ في وجوه الناس علامات الرضى والارتياح الى كل ما تقدمه لهم القيادة الواعية والحكيمة بما يضمن لكل الناس، ولا سيما للاجيال الشابة، استقراراً ينعكس ثقة غالية بين الناس والقيادة.
والواضح ان هذه الثقة الراسخة بين القيادة والمواطنين قد نمت عبر السنين بفضل سياسة الحوار الدائم والابواب المفتوحة التي تسمح لكل المواطنين بأن يتصلوا مباشرة بالقيادة ويطرحوا لها مشاكلهم ويتقدموا منها بطلب ما يحتاجون اليه. والقيادة تلبي الممكن من تلك الطلبات وتساعد على حل المشاكل التي قد تعترض المواطنين. وهذا تقليد راسخ منذ ايام الشيخ زايد، مؤسس الدولة وباني نهضتها، حيث أرسى قاعدة الانفتاح على المواطنين وفتح الأبواب امامهم ليكون الاتصال مباشرا بين القائد وشعبه. وقد ورث أبناء الشيخ زايد هذا التقليد عن والدهم الحكيم وساروا على هديه وحافظوا عليه، وها هم الان يتحاورون مع مواطنيهم مباشرة ومن دون أي وسيط.
وينعكس كل هذا راحة كبيرة في نفوس الناس وولاء للقيادة ووفاء لها، لان الناس باتوا يعرفون، بفضل التجارب السابقة، ان خيارات قيادتهم هي خيارات حكيمة ومدروسة وتهدف دائما لتأمين خير المواطنين ورفاههم وضمان مستقبلهم ومستقبل اولادهم. هكذا تتم عملية التبادل في الثقة وفي العطاء. القيادة تمنح شعبها الاستقرار والازدهار والأمن والأمان. والشعب يمنح قيادته الثقة والولاء والتأييد والوفاء.
كل هذا ينعكس على طبيعة المجتمع الاماراتي حيث ينعم الناس بحياة هادئة ومطمئنة. وهذا أمر ثمين للغاية خصوصا في هذا الزمن الصعب الذي تضطرب فيه أمور كثيرة في بلدان المحيط وفي العديد من دول العالم. لكن حكمة القيادة الاماراتية نجحت في ابقاء سفينة الوطن بمنأى عن كل تلك العواصف، لأنها سعت وتسعى دائما لإبعاد مواطنيها عن المطبات والأنواء وتوفير كل سبل الامان والاستقرار لهم.
لا غرابة بعد كل هذا ان يكون المجتمع الاماراتي ملتفّاً، بكل شرائحه، حول قيادته الواعية، بحيث تصبح الامارات مثالاً يحتذى في الاستقرار والازدهار ليس في المنطقة فحسب، وانما ايضا على مستوى العالم بأسره.
    قرأ هذا المقال   951 مرة
غلاف هذا العدد